كيف يتأثر نومنا بتغيرات الطقس

كيف يتأثر نومنا بتغيرات الطقس

أهمية النوم الكافي والجيد للصحة الجسدية والنفسية والروحية للإنسان هي حقيقة مؤكدة من خلال العديد من الدراسات العلمية. النوم الجيد يساهم في:

تحسين وظائف الذاكرة والتعلم

تعزيز الجهاز المناعي

تحسين اللياقة البدنية

الحفاظ على الوزن الطبيعي

تحسين المزاج

تقليل التوتر

زيادة الإنتاجية

تغيرات الطقس تؤثر على جودة النوم

العديد من العوامل التي تؤثر على نومنا تعتمد علينا وعلى التغييرات الصغيرة التي يمكننا إجراؤها في حياتنا اليومية وروتين النوم لدينا.

عامل واحد غالبًا ما نتغاضى عنه وله تأثير كبير على نومنا هو البيئة الخارجية. التغيرات في درجات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي، فضلاً عن الظواهر الجوية المحددة، تؤثر علينا بطرق عديدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

المعرفة بتأثير الطقس والفصول على جودة النوم هي عامل مهم للاستعداد بشكل مناسب.

الأيام الأقصر تؤثر على الكيمياء الحيوية لدينا

خلال الخريف والشتاء، عندما تبدأ الأيام بالتقلص والليالي بالتمدد، يقل التعرض لأشعة الشمس. نتيجة لهذا التغيير، بالإضافة إلى حقيقة أن الكثير من الناس يعملون من الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، حتى وقت متأخر من بعد الظهر، بعد غروب الشمس، هو نقص فيتامين د، وهو أمر شائع حتى في البلدان المشمسة مثل بلدنا.

فيتامين د يؤثر بشكل كبير على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك دورات النوم واليقظة. هذا الفيتامين ضروري لإنتاج السيروتونين، وهو مهم لمزاجك. أظهرت الدراسات أن المستويات المنخفضة من السيروتونين تسبب أعراض التعب، الاكتئاب، القلق، وزيادة الرغبة في تناول الكربوهيدرات، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د بزيادة الشعور بالنعاس خلال النهار.

التغيرات في دورات الضوء والظلام تؤدي أيضًا إلى إطلاق كميات أكبر من الميلاتونين في أجسامنا، مما يجعلنا نشعر بالتعب والنعاس في وقت أبكر من المعتاد.

الهواء البارد يساعدنا على النوم بشكل أفضل

أظهرت الدراسات أننا ننام بشكل أفضل وأكثر راحة في الأوقات التي يكون فيها الهواء الجوي أكثر برودة. درجة الحرارة تلعب دورًا مهمًا في بداية النوم وفي الإيقاعات اليومية. عندما يستعد جسمنا للنوم، يخفض درجة حرارته الداخلية قليلاً ويحافظ عليها منخفضة حتى ساعات قبل الاستيقاظ.

الحرارة المثالية للغرفة تتراوح بين 15.5 و21 درجة مئوية، اعتمادًا على تفضيلات كل شخص، وكذلك على الملابس والفراش المستخدم.

الهواء الحار والرطب يجعل النوم صعب

ًا

في حين أن الهواء البارد في الخريف والربيع يجعل النوم أكثر راحة، فإن الهواء الحار والرطب في الصيف له تأثير معاكس. الشعور بالحرارة والرطوبة على الجلد يجعلنا نشعر بعدم الارتياح ويصعب علينا النوم وتحقيق نوم مريح وعميق.

عدم قدرتنا على الدخول في نوم عميق يؤدي إلى عدم إطلاق الجسم لبعض الهرمونات التي عادة ما تُطلق خلال هذه المرحلة من النوم، والتي تكون مفيدة لمزاجنا.

تغيرات الطقس يمكن أن تكون مؤلمة

تغيرات في درجة الحرارة، ومستويات الرطوبة، والضغط الجوي يمكن أن تؤثر على مستويات الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل التهاب المفاصل والأعصاب.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الطقس البارد والضغط الجوي المرتفع يزيدان من مستويات الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العظام والمفاصل. من ناحية أخرى، ترتبط الحرارة المرتفعة والضغط الجوي المنخفض بزيادة الصداع النصفي لدى الأشخاص الحساسين. كلا الحالتين لهما تأثير سلبي على كمية ونوعية النوم.

فصول معينة مرتبطة بأمراض موسمية معينة أو حساسية

بعض الفصول مرتبطة بتفشي بعض الحساسية والأمراض الموسمية. درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية تصاحبها حبوب اللقاح وعث الغبار، والتي تؤثر على العديد من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية. أعراض الحساسية تشمل انسداد الأنف، الحكة في الجلد والعيون، والتهاب الجيوب الأنفية. هذه الأعراض تجعل من الصعب تحقيق نوم مريح، وعادةً ما تعالج بمضادات الهيستامين التي يمكن أن تؤثر على النوم.

في الأشهر الشتوية الباردة، يحدث تفشي للفيروسات ونزلات البرد، والتي يصعب أيضًا النوم والراحة. الأدوية التي تُعطى لعلاج هذه الأعراض، مثل شراب السعال الذي يحتوي على الكحول، قد يؤثر سلبًا على نومك.